سلسلة تاريخنا المزور (الجزء الثامن)




سلسلة تاريخنا المزور

(الجزء الثامن)

بسم الله الرحمن الرحيم

على المذابح الرخامية العميقة، المعرّقة بالأزرق القاتم، هناك آثار دماء قديمة، أو قد يكون مجرّد صدأ. ربما كان يُقام هنا أُضحيات شعائرية فضيعة. معظم أجزاء المدينة الميتة كانت غير ممكنة الاختراق أو الدخول. فقد بقي الدخلاء (أفراد البعثة) يتجولون على الأطراف حيث دخلوا الأبنية هناك فقط. لقد تقهقر شعب هذه الحضارة العظيمة (ذات البشرة البيضاء) ليصبح مجموعات متفرقة من الكائنات المتوحّشة تعيش على أطراف المدينة، أو في أنفاق، أو فجوات في الصخور، أو بيوت حجرية صغيرة. كل من هؤلاء الأقزام حمل سكين معكوف مصنوع من الذهب الخالص، حيث الذهب ليس له ثمن هنا.

خلال رحلة عودتهم، كانت الأحمال الثقيلة من الذهب والكنوز سبباً رئيسياً في مقتل معظمهم، حيث لاحقتهم قبائل من الهنود العدائيون واصطادوهم فرداً فرداً، إلى أن نجا ربعهم فقط، محملاً بالقليل القليل من غنائم هذه الرحلة الخيالية.

مدن جبارة ابتلعتها الأدغال

مدن مبنية بحجارة عملاقة، قديمة جداً، مع شوارعها المرصوفة وأهرامات شاهقة تكسوها الغابات، شوهدت في الأمازون من قبل العديد من المستكشفين في القرون القليلة الماضية. وبنفس الوقت، الكثير من المستكشفين الآخرين المتحمسين لمشاهدة ما تم وصفه وروايته، بالإضافة إلى بعثة عسكرية كاملة، قد اختفوا تماماً في الغابات من دون أن يتركو اي اثر

هذه المدن قد بنيت عندما كان حوض الأمازون أكثر اعتدالاً والأنهار قد رُشحت مخلفة ورائها أراضي خصبة قبل أن تنمو الغابات وتستولي على زمام الأمور. لسوء الحظ، بما أن مناطق الأمازون كانت مغمورة بالكامل بمياه المحيط الأطلسي حوالي 1200 قبل الميلاد، هذا يعني أننا لا نستطيع اكتشاف مواقع أثرية على ضفاف الأنهار. من المرجّح أن هذه المواقع الأثرية تكون موجودة بعيداً في أعماق "الجحيم الأخضر" الأحراش الكثيفة الداخلية. ونعلم انه تم بنائها قبل نمو هذه الادغال لقد أصبح لدينا فكرة ما عن إنجازات المبكرة للإنسان في كل من آسيا، أفريقيا، وأوروبا. لكن هناك القليل مما نعرفه عن الأمريكيتان. رغم أن الحديث عن هذه البلاد الرائعة يتطلب المئات من الكتب والمجلدات. لقد تم اكتشاف الآلاف من الحجارة المنقوش عليها في أعماق الأدغال، بعضها يحدد اتجاهات المناجم القديمة التي أصبحت الآن قابعة في قلب أحراش كثيفة يصعب اختراقها.

اكتشافات عديدة موثّقة

ـ تصف وثيقة مذهلة، محفوظة في أرشيف مكتبة ملكية قديمة في ريو دي جانيروRio de Janeiro، مدينة قديمة مهجورة تم اكتشافها بالصدفة عام 1753 من قبل مجموعة من اللصوص مؤلفة من 300 فرد يقودها قاطع طريق برتغالي. هؤلاء القراصنة البرّيين وصلوا إلى أماكن داخلية، قبل 400 سنة، لا يستطيع الرجل العصري المتطوّر وصولها حتى اليوم. وإذا تمكّن من اختراق هذه الأحراش فإنه لن يخرج حياً ليروي لنا قصّته.كان المخطوط مشوهاً جداُ نتيجة تعرضه للحشرات. وقد تحدث عن رحلة البحث عن مناجم موريبيكوMoribecu المشهورة. وبعد عشر سنوات من التجوّل في الأدغال، وصلت المجموعة إلى ممر جبلي، و نظروا من خلاله ليشاهدوا بعيداً في الأفق مدينة عظيمة تقبع وسط أرض منبسطة. بعد الاقتراب منها بحذر شديد، وجدوا أنها مهجورة. دخلوا من تحت قناطر عملاقة إلى شوارع مرصوفة ومحاطة بتماثيل وأبنية ذات أحجام هائلة. كان هناك كتابات غامضة، لكنهم نسخوا بعضاً منها على ورق. قسم كبير من المدينة كان مدمراً بالكامل، مقطّعة بشقوق عميقة جداً. يبدو واضحاً بأنه ضُربت بزلزال. بعد أن كانت يوماً مدينة رئيسية تتباهى بالغنى والفخامة، أصبحت الآن موطناً للجرذان والوطاويط والثعالب والطيور المختلفة، وبالإضافة إلى مجموعات من الدجاج والبط المتوحّش (التي تمثّل سلالة الدواجن التي كانت تربى قديماً في بيوت سكان المدينة). هذه المدينة الميتة لازالت غير مكتشفة حتى الآن في مرتفعات مقاطعة "باهيا" البرازيلية.
ـ في 23 آذار 1773م، سجّل أرشيف حاكم ساو باولو Sao Pauloحادثة اكتشاف مفاجئة لمدينة ميتة تقبع في الغابات الكثيفة في ريو بكويري Rio Pequery فروي بيدرو سييزا دي ليون Froy Pedro Cieza de Leon، وهو راهب (عسكري سابق)، مات عام 1560م، كان أحد الأوائل الذين اكتشفوا هذه المدينة القديمة بأبنيتها الحجرية هائلة الحجم في أحراش البرازيل. يسميها الهنود المحليون بـ"غواماناغا"Guamanaga. كانت واقعة في جبال "كورديليرا Cordillera".
ـ في العام 1913م، القنصل البريطاني العام في "ريو"، العقيد "و. سوليفان"، اخترق الأحراش الكثيفة ونجح في الوصول إلى المدينة التي اكتشفتها مجموعة اللصوص التي أسلفت ذكرها، وعاد ليروي ما رآه، مصادقاً على كل ما ادعته تلك المجموعة.
ـ بعدها بعقد من الزمن، دخل هذا العالم الضائع المستكشف والعالم المشهور الكولونيل "ب.أ.فاوسيت" P.A. Fawcett، خلال قيامه بمسح شامل لمنطقة واسعة من الغابات على حساب المجتمع الملكي الجغرافي في لندن. خرج من هناك يدّعي بأنه شاهد مدينة كبيرة في أعالي الأمازون، بالقرب من الحدود البرازيلية البوليفية. وبعد عودته إليها عن طريق حملة استكشافية أخرى اختفى هناك ولم يسمع عنه أحد حتى الآن.ـ لازالت أهرامات غريبة المظهر بقمم مدوّرة تُشاهد بالصدفة حتى اليوم في أعماق الغابات. تتحدّث الموروثات الشعبية عن أضواء خاصة كانت تُستخدم مشابهة تماماً لتلك التي نستخدمها اليوم "اللمبة".
هناك الآلاف من المدن غير المُكتشفة في أمريكا الجنوبية، من المكسيك حتى تشيلي. الآلاف من المدن والبلدات المدمّرة والمدفونة تحت غابات كثيفة أو رمال الصحاري، والتي لم يتم اكتشافها بعد.

أمريكا الشمالية

جاء المستوطنون إلى أمريكا الشمالية خلال موجة الهجرة الأولى بعد الطوفان مباشرة. الأمر المفاجئ هو أن الولايات المتحدة كانت يوماً تعجّ بالمدن المزدحمة. كانت منتشرة من فلوريدا، على طول نهر الميسيسيبي حتى أريزونا ونيو مكسيكو. لازال هناك آثار قائمة، إذا عرف الفرد أين يبحث.قال هنود فلوريدا بأنه كانت حضارة من العرق الأبيض موجودة في البلاد عندما وصل أسلافهم. (ومثال على قبائل هندية ذو البشرة البيضاء في أمريكا الشمالية، نجد "الزوني" في نيومكسيكو، و"المينومينيز" وهناك بناة الأكوام Mound Builders، الذين سكنوا في مدن وكانوا زراعيون. لقد تمتعوا بنظام حكومي متنوّر. ليس هناك أصنام مكتشفة هناك. جميع آثار هندستهم الراقية (خشبية على الأغلب) قد اختفت.
حسب التاريخ المكسيكي والأمريكي الشمالي، بعض المدن الأمريكية الشمالية قد مُسحت تماماً نتيجة حروب جوّية. تظهر آثار مدينة مدفونة تحت مساحة 4 أميال مربعة من بلدة "روكويل"، تكساس. جدران حجرية كبيرة، في أماكنها حيث تعلوا 49 قدم، وتم بناءها بطريقة محترفة كما يفعل البناءون العصريون. هذه الجدران مرتبة بمظهرها. في العشرينات من القرن الماضي، لاحظ عالم الآثار الشهير، الكونت "بايرون كون دي بوروك"، بأن هذه الجدران هي متشابهة تماماً مع تلك الموجودة في المدن المدفونة التي حفرها في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية. الأحجار التي كانت منحنية الحواف، تم وصلها بواسطة مادة طينية (إسمنتية). أربعة أحجار كبيرة مستخرجة من الأسفل تحمل نوع من الكتابة عليها.أمضى "ل. تايلور هانسون" وقت طويل مع قبائل الهنود الحمر. كشف له زعيم قبائل الـ"أوشيباوا"، القاطنين في ميشيغان، واسمه "دارك ثوندر" (الرعد المظلم)، قائلاً: "... في إحدى الفترات كان لدينا كتب، لكن هذا كان في الماضي البعيد. فالكتب هي أشياء يمكن أن تتلاشى عبر الزمن. منذ ذلك الوقت وضعنا تاريخنا وحكاياتنا في أناشيد شعبنا..."
بعض قبائل الهنود الحمر ينشدون حكاياتهم الحاصلة في زمن بعيد جداً حيث عاشوا في المدن، ودائماً بالقرب من أنهار جبّارة، التي كانت تمثّل الطرق الرئيسية للتجارة. عندما حان وقت الحرب، هجر الناس مدنهم والتجئوا إلى الغابة.
لكن في جميع الأحوال، السبب الرئيسي للدمار هو التغيرات العالمية الحاصلة كنتيجة مباشرة للطوفان، حيث المناخ بدأ يجفّ تدريجياً.السؤال المهم: لو كان الإنسان قد تطوّر من مخلوق بدائي متوحّش، لماذاً إذاً يوجد بين جميع شعوب العالم موروثات شعبية تتحدّث عن عصر ذهبي عاش فيه أسلافنا المتطوّرين بدلاً من الحديث عن ماضي متخلّف؟.

حان الوقت للحقيقة أن تخرج للعلن. أصبح لدينا أدلّة على شعوب واعين تماماً لماضيهم المتحضّر، وقد أرغموا على استخدام كل ما لديهم من مهارات تقنية للصمود في بيئة متوحّشة وعدائية جداً. شعوب كانوا قادرين في الماضي على التواصل مع باقي العالم المتحضّر، لكن تم عزلهم عن العالم وأُجبروا على استخدام كل ما لديهم من أدوات للبقاء.
خلال حديثه عن القبائل البدائية التي عاش أسلافها السابقون في مدن مزدهرة، كتب الكولونيل "فاوست: "... لدي سبب جيد لأصدّق بأن هذه الشعوب هي منحدرة من أسلاف متطورين... لقد عرفوا الكتابة..."بأختصار بوجهة نظري ان سبب دمار تاريخنا و خاصة العرب يعود لحرق مكتبة الاسكندرية مرتين ومكتبة بغداد وكتب كانت في ا dir=strongلاندلس و قبلها مخطوطات مصرية قديمة تعود لحضارة مصر قام بشرائها احد الباباوات الاوروبين وجمعها في مكان واحد وحرقها بدون الإطلاع عليها حتى. وعندما سألوه لماذا فعلت هذا قال لهم (انها تحتوي على معلومات يجب ان لا يعرفها الانسان)
أصبح هناك عدد هائل من الدلائل الثابتة بأن أمريكا الجنوبية كانت معروفة جيداً في العالم القديم. كانت تعجّ بالمدن العظيمة. إمبراطوريات جبّارة تمتدّ على طول القارة. التواصل على المستوى العالمي كان قائماً في الماضي بنفس مستوى التواصل الذي نشهده اليوم. لقد أصبح من الواضح تماماً أنه من الضروري إعادة كتابة التاريخ من جديد.

يتبع بإذن الله ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق