كاثرين نايت .. جزارة أبردين









كاثرين نايت .. جزارة أبردين

بسم الله الرحمن الرحيم

معظم الرجال يحلمون بالارتباط بامرأة رقيقة وعذبة , وقد يظن البعض بأن هذه الخصال موجودة بالفطرة لدى جميع النساء, لكن هذا محض خيال , لا أقول طبعا بأنه لا توجد امرأة رقيقة , لكن هناك أيضا ممثلات محترفات , يتظاهرن بكل ما يرغب فيه الرجل حتى إذا ما خطت قدماه داخل القفص وسُدت خلفه الأبواب وأسدل عليه الستار وحيل بينه وبين درب الفرار .. نزعن ثوب الرقة وأظهرن وجها يستطير الشيطان منه ويفزع . وبطلة قصتنا من هذا النوع , امرأة لا أوقعك الله في شراكها عزيزي القارئ ولا كُتب عليك أن يغلق دونكما باب واحد .. زوجها الأول نقلوه إلى المستشفى في ليلة "الدخلة" لأنه لم يكن بدرجة الفحولة التي كانت تريد ! .. فاستشاطت غضبا ,  , وانقضت عليه ضربا ورفسا وخنقا , وكان من عادتها أن تضع سكينا قرب سريرها , فاستلت ذلك السكين وقربته إلى عنق العريس المذعور تروم ذبحه لولا أن تدخل الأهل والجيران فأنقذوه وقد كاد أن يموت رعبا .

هذا كان زوجها الأول .. أما الثاني فقد عثروا على رأسه المقطوع داخل وعاء يغلي بالماء مع بعض البطاطا والملفوف والباذنجان ! .

أي امرأة هذه ؟! ..

إنها كاثرين نايت (Katherine Knight ) .. جزارة و"فتوة" أسترالية متخصصة في إذلال الرجال ومسح الأرض بكرامتهم ..

ابردين استراليا .. شهيرة بصناعة اللحوم ..
ولدت عام 1955 . جاءت إلى الدنيا بعد 20 دقيقة على ولادة شقيقتها التوأم جوي . وكان مجيئها مصحوبا بفضيحة , فأمها باربرا هجرت زوجها الأول ووالد أطفالها الأربعة جاك راون لتهرب مع شريكه في العمل كين نايت , وكان التوأم كاثرين وجوي هما ثمار هذه الخيانة .

طفولة كاثرين كانت بائسة , كان والدها كين جزارا , وكان سكيرا يسرف في الشرب حتى يفقد إحساسه بما حوله , ولم يكن يتوانى وهو على تلك الحالة من اغتصاب الأم باربرا أمام أنظار أطفالها . كاثرين نفسها لم تنجو من التحرشات , ليس من قبل أبيها , بل على يد أخوتها لأمها , زعمت بأنهم تحرشوا بها جنسيا منذ سن مبكرة وأستمر الأمر حتى الحادية عشرة من عمرها .

وبسبب مهنة الوالد تنقلت العائلة كثيرا بين مزارع الماشية حتى أستقر المقام بها أخيرا في مدينة استرالية صغيرة تدعى ابردين حيث وجد كين عملا دائما في إحدى المجازر .

كاثرين الصغيرة كانت طفلة لطيفة وهادئة تحب الحيوانات وتعطف عليها , لكنها تغيرت في مرحلة ما من نشأتها , أصبحت تنتابها حالات من العصبية المفرطة تفقد خلالها رشدها . لهذا لم يجرؤ أحد على إغضابها . زملاءها بالمدرسة المتوسطة يتذكرون بأنها كانت وحيدة وتتنمر على الآخرين , لكن عموما فأن سلوكها كان مثاليا مادامت في مزاج جيد , أما حين تغضب فلم يكن يقف أمامها شيء , الصبيان كانوا يتجنبون العراك معها ويخشونها , ذات مرة ضربت زميلا لها وهددته بسكين , وفي مناسبة أخرى تعرضت هي نفسها لجروح عندما هاجمت أحد المدرسين لتضربه فأضطر للدفاع عن نفسه .

أشد صدمة في طفولة كاثرين كانت انتحار عمها اوسكار نايت , كانت تحبه كثيرا , وكان أقرب إليها من والدها , وقد زعمت لسنوات طويلة بأن شبحه يزورها بيت الفينة والأخرى .

في الخامسة عشر تركت كاثرين المدرسة نهائيا وهي بالكاد تعرف القراءة والكتابة . اشتغلت لبضعة أشهر في مصنع خياطة قبل أن يتحقق حلم حياتها بالعمل إلى جوار أبيها وشقيقها وشقيقتها في المجزرة . كان عملها بسيطا في البداية , لكنها سرعان ما حازت على أعجاب مديريها فقرروا ترقيتها إلى جزارة . وكانت أسعد لحظات حياتها حين سلموها عدة العمل الخاصة بها لأول مرة .. الساطور والسكاكين .

طباع كاثرين الحامية ومهنتها الدامية لم تمنع من كونها امرأة مفعمة بالأحاسيس , تحب وتعشق وتتمنى أن تتزوج . المشكلة الرئيسية هي أن جميع الرجال كانوا يخشونها , فهم لم يشاهدوا في حياتهم امرأة مثلها , امرأة جزارة تتنكب السواطير وتتحزم السكاكين وتتشاجر مع الرجال في الشارع فتشبعهم ضربا .

مرة حاول أحدهم التقرب إليها فاستلت سكينها ووضعته على عنقه ففر الرجل مذعورا لا يلوي على شيء وكان ذلك بمثابة تحذير لبقية الرجال فلم يجرؤ أحد بعدها على إزعاجها .

إذلال الرجال كان يروق لكاثرين , لكنها في نفس الوقت كانت تريد واحدا منهم ليكون شريك قلبها وفراشها , وقد أدركت جيدا بأنه مادام الساطور يلوح في يدها فأن أحدا لن يقترب منها أبدا , لذا لم تجد بدا في النهاية من أن تلعب هي نفسها دور الرجل , فتقدمت وعرضت قلبها على زميل لها في العمل يدعى ديفيد كيليت , فوافق الرجل على أن يكون حبيبها بعد تردد , ولعله وافق خوفا منها .

في اليوم التالي فغر سكان المدينة أفواههم وهم يشاهدون كاثرين تقود دراجتها النارية وقد أردفت رجلا ورائها .. أخيرا عثرت النمرة المتوحشة على ذكر .. ولعله يروضها . ولقد دافعت كاثرين عن صيدها بضراوة , فكانت تذب عن حبيبها كلما أحتاج للحماية , ولقد تشاجر مرة مع بعض الرجال في الحانة فأتت على دراجتها النارية ولقنت خصومه درسا جعلهم يفكرون مليا قبل أن يجرؤوا على المساس بـ "ذكر" جزارة ابردين .

في عام 1974 تزوج الحبيبان أخيرا , ركبت كاثرين دراجتها النارية بملابس العروس وأردفت عريسها وراءها ثم طارت بغنيمتها إلى المنزل , هناك كانت أمها باربرا باستقبالهم , وكان أول ما قالته لعريس أبنتها هو التالي :

" عليك أن تراقب هذه الفتاة جيدا وإلا قتلتك . عاملها بطريقة خاطئة أو أفعل شيئا خاطئا وانتهى أمرك . لا تفكر أبدا في خيانتها أو خداعها لأنها ستذبحك ... أبنتي لديها برغي ناقص في دماغها ! " .

هذه كانت أول نصيحة تلقاها ديفيد في يوم عرسه , أما ما حدث في ليلة الدخلة فلا داعي لأن أعيد تفاصيله على مسمعك عزيزي القارئ , فالزوج المسكين أكل "علقة " لا تنسى لأنه النعاس تسلل إلى جفونه مبكرا ولأنه لم يكن فحلا على المستوى الذي كانت كاثرين ترجوه وتأمله ! . ولم تكن تلك المرة الأخيرة التي سيتعرض خلالها للضرب المبرح من قبل زوجته .

في الواقع كانت كاثرين زوجة حنونة ومحبة ورائعة حين تكون في مزاج جيد .. كانت كالبحر .. هادئ وصاف في معظم الأوقات , لكن كان الله في عون "البحارة" حين تتلبد سماءها بالغيوم وتصاب أمواجها بالجنون , كأنما العفاريت تركبها فتفقد صوابها تماما . ذات ليلة قامت بحرق جميع ملابس زوجها لأنه تأخر قليلا في العودة إلى المنزل ثم ضربته على رأسه بالمقلاة ففقد وعيه ونقل إلى المستشفى حيث عولج من كسر بسيط في الجمجمة .

وبرغم طبعها الحامي وتعديها المستمر على المسكين ديفيد فقد أثمر زواجهما عن ولادة طفلتين .. ميليسا 1974 و نتاشا 1980 .

وبعد أشهر قليلة من ولادة أبنته الثانية لم يعد ديفيد يطيق الحياة مع كاثرين فهرب مع امرأة أخرى , وحين علمت كاثرين بذلك جن جنونها , أرادت أن تنتقم منه وتحرق قلبه , فأخذت طفلتها الرضيعة وتركتها على قضبان السكة الحديد ! .. وكادت الطفلة أن تضيع لولا أن مر رجل صدفة فأنقذها قبل دقيقة واحدة فقط من مرور القطار . وبسبب فعلتها الحمقاء ألقي القبض على كاثرين وجرى نقلها لمستشفى الأمراض العقلية , لكنها لم تمكث هناك طويلا , إذ سرعان ما تم تسريحها .. وسرعان ما عاودها جنونها , هذه المرة أوقفت سيدة تقود سيارة فجرحتها في وجهها بالسكين وأجبرتها على أن تقلها إلى كوينزلاند , لقد سمعت بأن زوجها هرب إلى هناك برفقة حبيبته وأمه . لكن صاحبة السيارة تمكنت من الفرار في محطة وقود على الطريق وأبلغت الشرطة .

رجال الشرطة أحاطوا بالمحطة من كل جانب , لكن كاثرين لم تستسلم بسهولة , أمسكت بصبي وهددت بذبحه فيما لو لم يتركوها تمضي في حال سبيلها , لكن لحسن الحظ تمكنت الشرطة من إنقاذ الصبي والسيطرة على كاثرين بواسطة العصي الكهربائية وتم نقلها للمستشفى مجددا , هناك أخبرت الممرضات بأنها كانت تنوي الذهاب أولا إلى ورشة لتصليح سيارات لكي تقتل العامل الذي قام بتصليح سيارة زوجها مما سمح له بالفرار ! .. وبعد ذلك تذهب إلى كوينزلاند لتقوم بذبح زوجها وأمه .

الشرطة اتصلت بديفيد وأخبرته عما كانت زوجته تعتزم فعله , فشعر الرجل بالذعر وترك حبيبته الجديدة ثم حمل أمه معه وعاد إلى كاثرين في المستشفى يتوسلها أن تسامحه وتغفر له زلته .

السنوات التالية كانت مشبعة بالبؤس بالنسبة لديفيد , لكن في يوم ما من عام 1984 استجاب الله لتضرعاته أخيرا حين عاد إلى المنزل ووجده فارغا , كاثرين قررت هجره ! , حملت طفلتيها وكل ما غلى ثمنه وخف وزنه وذهبت إلى منزل والديها , وكان ذلك هو أفضل ما حدث لديفيد كليت طيلة حياته .

بعد بضعة أشهر على هجرها لزوجها تعرضت كاثرين لحادث في المجزرة فآذت ظهرها واضطرت للمكوث بلا عمل لفترة , ونتيجة لذلك حصلت على شقة من الدولة كإعانة . وخلال فترة نقاهتها راحت تبحث عن رجل من جديد . في الحقيقة هي لم تكن فاشلة تماما في التقاط الرجال , كانت تبدو ساحرة ومرحة وجذابة لمن يراها للوهلة الأولى , لكن معظم رجال ابردين كانوا يعلمون بشأن نوبات الغضب المسعورة التي تنتابها , وكانوا يعلمون أيضا بأنها سيدة متطلبة جدا , القليلون فقط هم أولئك القادرون على إشباع ومجاراة رغباتها المتقدة . ولذلك فأن التقرب إليها كان بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر . لكن أحد رجال أبريدن قرر أن يخوض غمار تلك المغامرة , كان يدعى ديف ساندريز – 38 عاما - , تعرفت عليه كاثرين عام 1986 في بهو أحد الفنادق حيث أعتاد على التواجد هناك لاحتساء الخمر ولعب القمار .

ديف أنتقل للعيش مع كاثرين في شقتها , لكنه أبقى على شقته في بلدة "سكون" القريبة وذلك بعد أن سمع تحذيرات كثيرة عن طباع وأخلاق صديقته المتقلبة .

الأسابيع الأولى كانت رائعة , لكن عفاريت كاثرين سرعان ما بدأت تلح عليها مجددا , وفجأة .. في مساء يوم جميل , وبدون أي مقدمات , تجهمت كاثرين واتهمت ديف بأنه على علاقة بامرأة أخرى , الرجل دفع ببراءته , لكن من دون جدوى , كاثرين الغاضبة ضربته بقسوة ثم ركلته إلى خارج شقتها , فعاد الرجل لشقته , ولم تمضي سوى دقائق عليه هناك حتى دقت كاثرين بابه وراحت تتوسل وتبكي من أجل أن يسامحها ويعود معها ! .. وبالرغم من أن ديف لم يفهم أصلا ما الذي جرى , لكنه وافق على العودة معها .

ومنذ تلك اللحظة أصبح ضرب وطرد ديف أمرا روتينيا , وصار هو يعلم بأنها ستلحق به وتتوسله وتترجاه في كل مرة تطرده فيها , والعجيب هو أنه دائما كان يوافق على العودة معها .

جنون كاثرين كان بلا حدود , ذات مساء , ومن دون سبب محدد , أمسكت بجرو ديف ذو الشهرين وذبحته أمام ناظريه بسكينها من اجل أن يعلم ماذا ينتظره فيما لو تجرأ على خيانتها مع امرأة أخرى , ولم تكتف بذلك , فبينما أنكب الرجل على جروه المخضب بالدماء أتت من وراءه وضربته بالمقلاة على رأسه فسقط مغشيا عليه .

علاقة كاثرين وديف كانت عجيبة حقا , في كل مرة يتشاجران تلحق به وتعيده , يتبع ذلك عدة أيام من الصلح والسعادة والعسل قبل أن يبدأ شجار جديد ! .. ثم تتكرر الدورة من جديد . وقد نتج عن أيام الصلح والعسل طفلة جميلة اسمها ساره ولدت عام 1989.

بعد ولادة سارة انتقلت كاثرين من الشقة الحكومية إلى منزل أشترته بمال أقرضها إياه ديف وأعادته له لاحقا . كان ذلك المنزل هو أول شيء تمتلكه في حياتها , وقد بالغت في تزيينه , غطت جميع الجدران والأرضيات والسقوف بجلود البقر والجاموس , وعلقت الكثير من جماجم الحيوانات والقرون على حيطانه , وزينت أركانه بالسكاكين والسواطير وفخاخ الحيوانات وسترات الدراجات النارية والأحذية الطويلة وغيرها من الأمور الغريبة . كان متحفا اقرب منه إلى منزل , وكان انعكاسا لخيالات كاثرين المضطربة .

فرحة المنزل الجديد لم تدم طويلا , وسرعان ما نشب شجار جديد , هذه المرة قامت كاثرين بضرب ديف بواسطة قضيب حديدي ثم طعنته في بطنه بمقص وقامت بتقطيع ملابسه , فطفح كيل الرجل وترك المنزل . وكالعادة لحقت به كاثرين إلى شقته لتعيده .. لكنه لم يكن هناك , سألت عنه في المنجم , لكنه زملاءه لم يروه , حتى حانة الفندق لم يعد يتردد عليها . بحثت عنه في كل مكان من دون جدوى , فظنت بأنه يهجرها وشعرت بحنق شديد وقررت أن تنتقم منه , ذهبت إلى الشرطة وأبلغتهم بأنه شخص مختل وعنيف درج على ضربها وإيذاءها , وحصلت على أمر من الشرطة يقضي ببقائه بعيدا عنها وعن أطفالها .

بعد شهر عاد ديف ليرى طفلته , وفوجئ بالأمر الذي استصدرته كاثرين من الشرطة . وكانت تلك هي نهاية العلاقة .

في الحقيقة كاثرين لم تتخلى عن ديف إلا بعد أن وجدت رجلا آخر , جان شيلنكوورث – 43 عاما – , زميلها في المجزرة ,  استمرت العلاقة بينهما بشكل متقطع لمدة ثلاث سنوات ونتج عنها طفل اسمه ايريك . وخلال تلك السنوات الثلاثة كانت كاثرين تخون شيلنكوورث مع رجال آخرين , وبالنهاية هجرته من أجل أحد أولئك العشاق ويدعى جون برايس , عامل منجم , مطلق , لديه ثلاثة أطفال , اثنان منهم يعيشان معه .

كان جون على دراية بالقصص التي تدور حول كاثرين , كيف لا وهي نار على علم في المدينة بأسرها , ومع هذا فقط سمح لها بالانتقال للعيش معه في شقته عام 1995 .

في البداية وكما في جميع علاقات كاثرين فأن الحياة كانت سعيدة وزاهية , كانت كاثرين ساحرة ولطيفة حتى أن أطفال جون أحبوها وتعلقوا بها . لكن مثل كل مرة , لم يدم ذلك طويلا , وبدأت المشاكل .

كان أساس المشاكل هذه المرة هو رفض جون المستمر لفكرة الزواج من كاثرين رسميا . وبدأ الحبيبان يتشاجران , وأخذا أصواتهما ترتفع وتزداد حدة حتى وصلت لأسماع الجيران . وأثر واحدة من تلك الشجارات العنيفة قررت كاثرين أن تنتقم من جون , فقامت بتصوير شريط فيديو لبعض الحاجيات التي كان جون قد أخذها خلسة من محل عمله ومن دون استئذان مرؤوسيه , وقامت بإرسال الشريط إلى إدارة الشركة التي أمضى جون 17 عاما يعمل فيها .

في الواقع اغلب الحاجيات المصورة في الشريط كانت مستهلكة وتعد من النفايات , لكن الإدارة قررت طرد جون .

جون استشاط غضبا وطرد كاثرين من منزله , فعادت لمنزلها , لكن القطيعة لم تستمر طويلا وسرعان ما عادت المياه لمجاريها بعد أسابيع قليلة , فعادت كاثرين لتسكن مع جون وطفليه . لكن كما في كل مرة فأن حلاوة الصلح لم تدم طويلا , وأخذ الحبيبان يتشاجران من جديد , وأصبحت شجاراتهما أعنف من السابق , وصار أصدقاء جون يتحاشونه مادامت كاثرين معه .

في شباط /فبراير عام 2000 ساءت العلاقة بينهما كثيرا . خلال أحدى الشجارات التي أمسك فيها الاثنان بتلابيب بعضهما وجهت كاثرين طعنة خفيفة لجون بالسكين فطردها من منزله , وهذه المرة قرر أن ينهي علاقته بها , فذهب إلى الشرطة وأستحصل منهم أمرا يقضي بعدم اقتراب كاثرين منه ومن طفليه .

جن جنون كاثرين حين علمت بذلك , أدركت بأنه ينتوي قطع العلاقة نهائيا . وأدرك جون بأنها لن تسكت , فاخبر رفاقه في المنجم بأنه لو لم يحضر إلى العمل صباح اليوم التالي فليعلموا بأن كاثرين قتلته , فنصحوه أن لا يعود لمنزله , لكنه قال بأنه يخاف بأنه لو لم يذهب فأنها ستنتقم من طفليه .

في مساء ذلك اليوم عاد جون لمنزله ووجده فارغا وعلم بأن كاثرين أرسلت أطفاله لمنزل بعض الأقارب ليمضيا الليلة هناك .

جون ذهب إلى منزل جاره وقضى بضعة ساعات هناك ثم عاد إلى منزله قرابة الحادية عشر ليلا وخلد إلى النوم . بعدها بفترة قصيرة أتت كاثرين ودخلت المنزل , جلست تشاهد التلفاز لبعض الوقت ثم دخلت الحمام واغتسلت وأردت طقم ملابس داخلية أسود كانت قد أشترته عصر ذلك اليوم ثم دخلت إلى حجرة جون وأيقظته ومارسا الجنس , وحين انتهيا خلد جون إلى النوم من جديد .  

في صباح اليوم التالي لم يظهر جون في محل عمله , كانت سيارته ما تزال واقفة أمام منزله , ولأنه اخبر أصدقاءه وجيرانه مسبقا بالخطر المحدق به لذا شعر هؤلاء بالقلق وأتوا ليتبينوا خبره , طرقوا باب المنزل كثيرا من دون أن يتلقوا جواب , فنظروا عبر النافذة وهالهم ما رأوه , إذ كانت هناك بقع دم على الأرضية والجدران , فأبلغوا الشرطة بالحال .

عند الساعة الثامنة صباحا وصل شرطيان إلى المنزل ودخلا عبر الباب الخلفي , كان هناك دم في كل مكان .. على الأرضية .. الجدران .. وحتى على السقف . وفي الصالة عثروا على جون , أو بالأحرى ما تبقى من جون , إذ كانت أوصاله مقطعة وقد تم فصل رأسه وسلخ جلده . وفي غرفة مجاورة عثروا على كاثرين فاقدة للوعي , كانت قد ابتلعت حبوبا منومة بغية الانتحار فتم نقلها إلى المستشفى على عجل وتمكنوا من إنقاذها .

بحسب ضباط الأدلة الجنائية الذين عاينوا مسرح الجريمة فأن واقعة القتل حدثت في ساعة متأخرة من الليل , من الواضح أن كاثرين قررت في لحظة معينة من تلك الليلة أن تقتل جون فدخلت حجرته وطعنته بالسكين في صدره , فقفز الرجل عن فراشه فزعا , وحاول فتح النور ليتبين ما الذي يجري , لكن الطعنات استمرت تلاحقه , ففر من الغرفة وراح يركض من اجل الخروج من المنزل , وفيما هو يركض من حجرة إلى أخرى كانت يتعرض لطعنات متتالية , والعجيب أنه رغم ذلك تمكن من الوصول إلى باحة المنزل , لكن يبدو بأنه تعثر هناك أو ربما خارت قواه نتيجة الرعب والألم فسقط أرضا وأمسكت به كاثرين وقامت بسحله إلى الداخل من جديد .

ووفقا لتقرير الطبيب الشرعي فأن جون برايس تعرض إلى 37 طعنة في مناطق مختلفة من جسمه من الأمام ومن الخلف .

كاثرين سحبت جون إلى الصالة , وشرعت بسلخ جلده كما اعتادت أن تفعل مع الحيوانات التي تذبحها في المسلخ , وبحسب التقرير فأن جون كان ما يزال حيا حينما بدأت كاثرين بسلخ جلده ومات لاحقا خلال العملية .

كاثرين سلخت الجلد بحرفية وبراعة كبيرة , سلخته قطعة واحدة , حتى جلد أصابع القدم واليد سلخته وأخرجته سالما من دون تقطع أو تهتك .

والآن تخيل المنظر معي عزيزي القارئ .. قطعة جلد كبيرة تحتوي على فروة الرأس والأذان والشفاه والأنف ومحاجر العيون والحلمات والصرة وشعر الإبط والعانة .. حتى العضو التناسلي سلخته كاملا وبعناية كبيرة . بصراحة كان عملها متقنا إلى درجة لا يجيدها سوى القصابون المحترفون ، وربما لا يدانيها في براعتها سوى الجلادون الأشوريون في العصور القديمة الذين اشتهروا بسلخ جلود أعدائهم وهم أحياء .

بعد انتهائها من السلخ أخذت الجلد ونشرته على باب الصالة ثم شرعت بتقطيع الجثة , قامت أولا بفتح الصدر والبطن على شكل حرف T واستخرجت القلب والكبد والأحشاء , ثم راحت تقطع شرائح خالصة من اللحم من منطقة المؤخرة والفخذ ووضعتها في أناء , وقامت كذلك بفصل الرأس ووضعته في وعاء كبير .

وبحسب التقرير الطبي فأن العملية برمتها , أي القتل والسلخ والتقطيع , لم تأخذ من كاثرين أكثر من أربعين دقيقة , ولا عجب في ذلك فهي جزارة محترفة منذ نعومة أظافرها .

كاثرين أخذت اللحم والرأس إلى المطبخ , هناك وضعت اللحم في مقلاة وأضافت إليه التوابل والبصل واللفت والبطاطا والكوسا ومعجون الطماطم والملح والفلفل ثم قلبته بعناية حتى نضج فقسمته على ثلاث صحون , اثنان منهما وضعتهما على مائدة الطعام , وبجوار كلا منهما وضعت قصاصة ورقية مكتوب عليها أسم أحد أبناء جون , كانت تريد إطعام لحم جون لأبنه وأبنته حين يعودان إلى المنزل عند الظهيرة .

أما الصحن الثالث فقد عثرت عليه الشرطة مرميا في الحديقة الخلفية وقد بعثرت محتوياته على الأرض . الظاهر أن كاثرين أكلت القليل من لحم جون لكنها سرعان ما شعرت بالغثيان فرمته .

أما الرأس فقد عثروا عليه يغلي في قدر مع الخضار .

بعد أن انتهت من الطبخ عادت كاثرين والتقطت صورة لجسد جون الممزق أربا بعد أن وضعت في يده اليسرى زجاجة خمر فارغة , وكتبت على الصورة , بيد وأصابع مضمخة بالدم , كلاما زعمت فيه بأنها فعلت ما فعلت انتقاما لقيام جون باغتصاب واحدة من بناتها , وهو اتهام ليس هناك ما يثبته

كانت جريمة مقتل جون برايس مروعة بكل معنى الكلمة , هزت ابردين واستراليا بأسرها , وكان الجميع الآن بانتظار استيقاظ كاثرين من غيبوبتها ليعرفوا ماذا ستقول .. كيف فعلت ذلك ؟ .. لماذا ؟ .. كيف طاوعها قلبها ؟ ..

لكن كاثرين فاجأت الجميع حين استيقظت وأخبرت المحققين بأنها لا تذكر شيء عن ليلة الجريمة , آخر ما تذكره من تلك الليلة هو أنها عادت إلى منزل جون وصالحته ثم مارسا الجنس وكانا في منتهى السعادة وبعدها قام جون عن الفراش وذهب ليتبول فغلبها النعاس ونامت ولا تذكر ماذا حصل بعد ذلك ! .

الطبيب النفسي الذي عاين كاثرين قال بأنها كانت فعلا في حالة جنون تامة ساعة ارتكاب الجريمة , وقال بأن نسيانها لما حدث سببه عدم تقبل عقلها لبشاعة ما فعلته , خصوصا التهامها أجزاء من جسد الضحية , لذلك قام دماغها بإغلاق أو مسح الذكريات المتعلقة بتلك الليلة الدموية .

تم عرض كاثرين على العديد من الأطباء النفسيين خلال الأسابيع التي تلت الجريمة , وقد أجمع معظمهم بأنها ليست في كامل قواها العقلية , وأنها مصابة بمرض نفسي يدعى اضطراب الشخصية الحدي (Borderline personality disorder ) , وأهم ما يميز هذا المرض هو أن المصابين به تكون لديهم خشية شديدة من التعرض للتهميش والإقصاء وتنتابهم نوبات شديدة من الغضب والعنف , وهو وصف دقيق لسلوك كاثرين طيلة حياتها .

بغض النظر عن أقوال الأطباء النفسيين كانت هناك أمور تدين كاثرين , أولا كان لديها سوابق كثيرة في الاعتداء العنيف على الرجال , ثانيا كانت قد هددت بقتل جون علنا أمام العديد من الشهود , وكذلك قيامها في اليوم السابق للجريمة بتصوير شريط فيديو مع أطفالها قالت خلاله عبارات تدل على نيتها القيام بعمل سيؤدي إلى ابتعادها عن عائلتها . كل تلك الأمور كانت ترجح كونها اقترفت الجريمة عن سابق إصرار وترصد .

وتم تقديم كاثرين للمحاكمة , في البداية أصرت على أنها بريئة وإنها لم تكن واعية عندما اقترفت جريمتها , وتوقع الجميع محاكمة طويلة ومتعبة , حتى أن الإدعاء العام حذر المحلفين من إن التفاصيل والصور التي ستعرض عليهم خلال هذه المحاكمة ستكون مروعة ويصعب تحملها . لكن بعد جلسة أو جلستين فقط غيرت كاثرين أقوالها من بريئة إلى مذنبة , لا احد يعلم لماذا فعلت ذلك , البعض يرى بأنها فعلت ذلك من أجل حماية أطفال جون وتجنيبهم سماع التفاصيل المروعة لما جرى لوالدهم . بينما رأى آخرون بأنها هي نفسها لم تتحمل سماع تلك التفاصيل , فخلال الجلسة الأولى للمحاكمة وحين أخذ الطبيب الشرعي يتحدث عن ما جرى لجون من طعن وسلخ وذبح أخذت كاثرين تتصرف بهستيرية مما تطلب حقنها بمواد مخدرة لتهدئة روعها .

اعتراف كاثرين بالذنب أنهى محاكمتها عمليا , لم يتبقى سوى إصدار الحكم , ولقد حاول المحامون الدفع بحجة الجنون , لكن القاضي لم يقبل بذلك وأصدر حكما بالسجن مدى الحياة من دون أي فرصة للعفو أو أطلاق السراح . ويعد ذلك أقسى حكم تلقته امرأة في استراليا بعد إلغاء عقوبة الإعدام عام 1984 .

كاثرين نايت ما تزال مسجونة حتى يومنا هذا , ومن المستبعد أن تغادر السجن في القريب العاجل . وبحسب الصحف الأسترالية فأن كاثرين تعمل حاليا كمنظفة لمكاتب موظفي السجن . وبالرغم من كونها جزارة محترفة وطباخة ممتازة إلا أنهم منعوها من الوصول إلى المطبخ .. فلا احد طبعا يتمنى رؤية كاثرين نايت والساطور يلوح في يدها 

وأخيرا اعتقد ان كاثرين كانت قاهرة للذكور وليس للرجال لان ازواجها كانوا ذكورا مثل ذكر البط وذكر الحمام ومن يستطيع التعايش مع الذل فليس برجل ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق