سلسلة تاريخنا المزور
القمع الحكومي لأسباب عرقية
(الجزء السادس)
بسم الله الرحمن الرحيم
قمع دلائل أثرية غير متوافقة مع المصلحة القومية في كل من الصين، نيوزيلندا، والمكسيك في نيوزيلندا، تقدمت الحكومة وشرّعت قانوناً يمنع العامة من دخول منطقة أثرية مثيرة للنزاع. هذه الحادثة وردت في كتاب نيوزيلندا السلتية القديمة، للكاتب مارك دوتري Mark Doutré.فكما ذكرت في بداية هذا الموضوع، هذه المؤامرة العالمية لقمع الحقيقة لا تقتصر على العلماء المنهجيين الذين يحاولون حماية نظرياتهم الواهمة، بل الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، وهنا تصبح المسألة أكثر صعوبة.
أصبحت غابة وايبوا Waipoua مكاناً مثيراً للجدل والنزاع لأن الحفريات الأثرية أظهرت دلائل على وجود حضارة غير بواينيزية تسبق وجود حضارة الماوري، وهذه الحقيقة لم تُسعد قبيلة الماوري أبداً. وعلموا بنتائج الحفريات قبل أن تخرج للعلن فتقدموا للحكومة بشكوى. وحسب أقوال "دوتري"، صدر أمر حكومي لإيقاف العمل فوراً في ذلك الموقع، مع الاحتفاظ بسرّية نتائج الاكتشاف حتى مضي 75 سنة.
تسرّب خبر هذه العملية وانتشر بين العامة مما أدى إلى حصول بلبلة على نطاق واسع، لكن الحكومة نفت هذا الادعاء، مع أن الوثائق الحكومية تثبت وجود حظر على الموقع الأثري. كان "دوتري" طالباً متخصصاً في دراسة تاريخ نيوزيلندا، وكان مهتماً بالإجراءات العديدة المشبوهة التي اتخذتها الحكومة النيوزيلندية. فقال أن أدوات ولُقى أثرية كثيرة قد كُشفت في البلاد وتثبت وجود حضارة قديمة تسبق حضارة الماوري، وجميع هذه الآثار قد سُحبت من كافة المتاحف في البلاد مؤخراً، ويتساءل عن مصير تلك الآثار:
... أين هي العيّنات التي تحتوي على شعر إندو-أوروبي (متموّج وبني اللون) والتي تم انتشالها من موقع صخري بالقرب من "واتاكيري"، والتي كانت معروضة في متحف "أوكلاند" لسنوات عديدة؟... أين هو الهيكل العظمي العملاق الذي انتُشل من "ميتيماتي؟...لسوء الحظ، فهذه ليست الحادثة الأولى ولا الأخيرة في سلسلة القمع والإخفاء الطويلة. لقد أصبح العامل الإثني والعرقي من بين الأسباب الرئيسية في عملية قمع الحقائق التاريخية المتعلقة بالإنسان. حتى أن الكاتب الشهير "غراهام هانكوك" تعرّض للتهجّم والاعتداء مرات عديدة من قبل مجموعات إثنية مختلفة بسبب التبليغ عن اكتشافات أثرية إشكالية وملتبسة.
المشكلة التي تزيد الأمر تعقيداً والتي تشكّل عقبة رئيسية لظهور الحقيقة بخصوص تاريخ الإنسان هي أن أهداف وغايات المجموعات العرقية والإثنية التي تدعي أصالة نشوءها في مكان معيّن، تتناغم مع غايات علماء الآثار الداروينيين الذين يريدون المحافظة على مصداقية نظريتهم، واجتماع هاتين القوتين يشكّل عقبة كبيرة يستحيل اختراقها بسهولة.
أما قضية المومياءات المُكتشفة في صحراء تاكلا ماكانTakla Makan في غرب الصين، فتُعتبر مثال آخر على هذا النوع من المسائل. في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، تم الكشف عن ثقافة قوقازية بشكل مفاجئ وغير متوقع في الصين. وقد ساهمت البيئة القاحلة في المحافظة على بقايا أناس ذوات عيون زرقاء وشعر أشقر سكنوا في الصين القديمة. وقد ارتدوا ألبسة ملونة، وكذلك الجزمات، والجرابات، والقبعات. لكن الصينيون لم يكونوا سعيدين بهذا الاكتشاف مما جعلهم يعتمون عليه بالكامل، رغم أن بقايا شعوب آسيوية كانت موجودة في موقع دفن المومياءات القوقازية.
دائماً ما شكّل وجود ثقافة الأولمك Olmec في المكسيك القديمة مشكلة كبيرة. السؤال هو: من أين جاءت الشخصيات الأفريقية التي ترمز لها الرؤوس الحجرية الكبيرة؟ لماذا حُفرت ملامح قوقازية في العواميد المنقوشة في قلب هذه الحضارة المكسيكية القديمة؟ والأمر الأسوأ هو: لماذا لم تظهر أي من ملامح السكان المكسيكيين المحليين في المنحوتات التابعة لثقافة الأولمك؟لكن تم إيجاد حل نهائي لهذه المسألة التي طالما سببت الإحراج. وتم تبني استنتاج أحد علماء الآثار المكسيكيين والقائل بأن هذه الرؤوس الحجرية العملاقة (والتي تحمل ملامح أفريقية دون أدنى شكّ) تمثّل ملامح سكان قبيلة هندية محلية قريبة من المنطقة.الاشعاعات النووية
بعد تفجير القنابل النووية في هيروشيما في اليابان اصبح العلماء على معرفة كاملة بما تسببه هذه الاسلحة النووية المدمرة من اعراض على الانسان و الحيوان و الطبيعة اكتشف في طبقات الارض زجاج اخضر لا يتكون الا نتيجة الانفجارات النووية و وجوده قرب او في داخل حضارات قديمة ومواقع اثار كان له الصدمة الكبيرة للعلماء
والصدمة الاكبر انه هياكل عظمية بشرية كانت تحتوي على اشاعات نووية عمرها اكثر من 10 الاف عام.
إن ظاهرة قمع الأفكار المعارضة للسلطة العلمية القائمة ليست ظاهرة جديدة بل تعود آلاف السنين إلى الوراء. كان أوّل إجراء يتخذه الغُزاة أو المستعمرين عند احتلالهم لبلاد جديدة هو تدمير الثقافة القائمة لاستبدالها بثقافة متوافقة مع السلطة المحتلة. فبعد كل احتلال أو غزوة موفّقة، كانت المكتبات أوّل ما يتم استهدافه بالإضافة إلى المجتمع العلمي القائم في البلاد والذي كان يُباد بالكامل. والسبب ليس مجرّد "سلب ونهب" كما يصوره لنا التاريخ، بل السبب الحقيقي هو القضاء على الثقافة القائمة لاستبدالها بثقافة المحتلّ، حيث أن هذه السياسة كانت سائدة وعرف القدماء جيداً أنها مجدية بشكل كبير. فالثقافة التي يفرضها المحتل بين الشعوب الخاضعة للاحتلال ستفرّخ أجيالاً من الموالين له بشكل أعمى، وهذا سيوفّر عليهم استنزاف جهود كبيرة في عمليات القمع والإرضاخ للمعارضات الواسعة التي لا بد من أن تنتفض بين فترة وأخرى لمقاومة السلطة المحتلة.
يقال أن الاسكندر هو الذي بنى مكتبة الاسكندرية، والتي اعتبرت في حينها منارة للعلوم والثقافة المتطورة. لكن ربما نجهل أن الاسكندر هو ذاته الذي دمّر مكتبة بيريسبوليس في بلاد فارس بالإضافة إلى الكثير من هذه المؤسسات الثقافية في الهند وأفغانستان وسوريا الكبرى. نستنتج من ذلك أن الاسكندر، من خلال بناؤه للمكتبة، كان في الحقيقة يبني مؤسسة ثقافية تكرّسا لثقافة اليونانية على حساب ثقافات محلية قديمة. والأمر الذي لا شكّ فيه هو أن تلك الثقافات القديمة التي طمسها الاسكندر كانت أكثر تطوراً ورخاءً. أعتقد أن البعد الزمني الطويل الذي ننظر من خلاله إلى التاريخ البعيد يعمل عمل الغشاوة القاتمة التي تمنعنا من معرفة الحقيقة. فمكتبة الإسكندرية التي أنشأها الاسكندر، لازلنا اليوم نظن بأنها مثّلت منارة آخر ما توصّلت إليه العلوم في تلك الفترة، ونشعر بالامتنان له بسبب هذا العمل النبيل. لكن لم يفطن أحد إلى حقيقة أن تلك المكتبة التي بناها الاسكندر كانت بالنسبة لمن عايش فترة حكمه تندرج ضمن عملية ممنهجة لتدمير الثقافة العلمية القائمة في ذلك الوقت ومحاولة تكريس ثقافة أخرى متدنية تقضي على الثقافة السائدة لصالح المحتلين. ويجب أن نتذكّر بأنه ليس من صالح أي مستعمر أو محتل أن ينشر ثقافة متنورة في البلاد الخاضعة تحت سيطرته. أعتقد أن ما فعله الاسكندر بالشعوب التي غزاها هو ذاته ما فعله الأسبان خلال فتحهم لأمريكا الجنوبية، وليس هناك من بقي على قيد الحياة من معارضيه لكي يقول الحقيقة. وكما هي الحال مع أمريكا الجنوبية التي أصبحت ثقافتها، الرسمية على الأقل، تمجّد كولومبوس واكتشافه لتلك القارة المسكينة بدلاً من لعنته ألف مرة (كما يفعل المفكرين المستقلين)، أعتقد أن الثقافة التي خلفهاالاسكندر في البلاد التي احتلها هي السبب الرئيسي وراء تمجيد هذا الرجل الطاغية وتأليهه، لأنه بكل بساطة لم يبقى هناك أي ثقافة معارِضة له حيث تم سحقها بالكامل.
1- تصوّر رسومات إنسان ما قبل التّاريخ في صحراء كلاهاري- جنوب غرب أفريقيا، رجالاً ذوي بشرة فاتحة في ملابس ضيّقة. ورجالاً لهم لحى شقراء وشعر مصفّف يرتدون أحذية وسراويل أنيقة، قمصان مزخرشة بالألوان، ومعاطف وقفّازات. بينما ترتدي المرأة كنزة صوفيّة قصيرة ذات أكمام، وسروالاً قصيراً، وجوارب لها أربطة وخفّ.
2- تم اكتشاف حجارة منقوشة من (العصر الحجري) في كهف في لوساك- فرنسا، تبيّن أناساً بمظهر حديث بوضعيّات طبيعيّة يرتدون أثواباً وأحزمة وأحذية ومعاطف وقبّعات. وامرأة شابة ترتدي بنطالاً وبذلة ومعطفاً قصيراً له أكمام، وزوجاً من الأحذية، وقبّعة مزخرفة تميل فوق أذنها اليمنى إلى الكتف. وفي حضنها شيء مربع ومسطّح له لسان مطويّ إلى الأمام، يشبه المحفظة الحديثة. ويرتدي الرّجال سروالاً مخاطاً ببراعة، وأحزمة عريضة لها مشابك، مع لحى وشوارب مشذّبة جيداً... هل تعلم شيئاً آخر، هذه الكهوف مغلقة بوجه الزوّار! فهي غير متاحة للزيارات العامّة... لكن هذا طبيعيّ... فالذي في داخل تلك الكهوف يدحض كلّ ما طلب منّا تصديقه والاعتقاد به!
يتبع بإذن الله ....
0 التعليقات:
إرسال تعليق