ملف اسلحة المستقبل
اسلحة تستخدم منذ سنوات ونحن مغيبون...
الأسلحة السايكوترونية
( الجزء الثالث )
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسلحة السايكوترونية هي تلك المصنّفة ضمن النوع المسمى بالأسلحة “غير المميتة” Non lethal weapons (مع أنها مميتة جداً). تستطيع عناصرها الخفية أن تقتل عبر مسافة غير محدودة، يمكنها تجسيد أو التسبب بأي مرض مزمن، يمكنها جعل الشخص يتحوّل إلى مجرم أو أبله عديم المسؤولية، التسبب بحوادث طيران أو سير أو سكك حديدية خلال ثوانٍ، تدمير البُنى الأساسية لأي شيء مادي أو حيوي، خلق أو استثارة أي كارثة بيئية/جوية، التحكّم بأكثر الآلات أو الأدوات تعقيداً، التحكّم بسلوك البشر وأي كائن حيوي آخر، وكذلك تغيير نظرة الواقع لمجتمع بكامله.
هذا ليس سحر أو شعوذة، بل تكنولوجيا حديثة من أرفع المستويات والتي، كما هي العادة دائماً، أسيء استخدامها ولغايات بعيدة كل البعد عن كونها إنسانية.
فيما يلي تاريخ ووصف مختصر لهذه التكنولوجيا المرعبة، وتأثيراتها الخطيرة، ومن هو المستهدف، والاختبارات السرّية التي أجريت في روسيا، ومن يطوّر هذا النوع من الأسلحة.. وغيرها من معلومات مختصرة يوفرها لنا الباحث “ن.إ. أنيسيموف” N.I Anisimov، الذي كان في التسعينات متحدثاً رسمياً باسم مجموعة من الضحايا الروس الذين تعرّضوا لتأثيرات هذا السلاح، وكتب عدة مقالات في الصحف الروسية والعالمية، وظهر في عدة أفلام وثائقية أشهرها الفيلم الوثائقي الألماني الذي بعنوان “الزومبي في روسيا” Zombies of Russia. وقد وردت اقتباسات من كتابات “أنيسيموف” في عدة أوراق علمية ودراسات عسكرية أمريكية أشهرها مقالة بعنوان “ليس للعقل متراس حماية” The Mind Has No Firewall.
الأســلحة الســايكوترونيـة
مازال بزوغ فجر التقدم العلمي/التقني، حلم الدكتاتوريون وأسياد الحكومات التوتاليتارية بوسائل تمكنهم من تجسيد العلوم السحرية القديمة الممزوجة بالقدرات الإنسانية الكامنة عبر استخدام أسلحة تقنية حديثة، بحيث يستطيعون بمساعدتها جعل رعاياهم مطيعون وممتثلون بشكل كامل لأوامر ورغبات الأسياد وشركائهم في السلطة. حتى أنهم عزّزوا هذه الرغبات الوحشية الدفينة، بعد خلق الأسلحة الخارقة التي طالما حلموا بها، بحيث يستخدمونها لاستعباد حكومات دول أخرى ومن ثم يصبحون حكام العالم أجمع. مع النجاح في خلق هكذا نوع من الأسلحة، بدأ القطاع العسكري يتزوّد بأسلحة متنوّعة يمكن استخدامها للاستعباد الشامل وكذلك الدمار الشامل. والحال ذاته مع قطاع المخابرات والعمليات السرّية، الذي هو أيضاً بدأ ينضم إلى صفوفه عملاء “زومبي” (تم تعديلهم عقلياً/نفسياً/بيولوجياً) يستطيعون الحصول على أي معلومة مطلوبة (استبصار) دون حاجة لأي جهاز أو وسيلة اتصال أو نقل أو حتى سلاح فردي. في نهاية القرن الماضي (القرن التاسع عشر)، واجه تجسيد هذه الأحلام على الأرض الواقع صعوبة بسبب عدم توفّر الإمكانيات التكنولوجية المطلوبة، لكن في بدايات القرن العشرين، عندما شهد التقدم التكنولوجي العديد من الوثبات الثورية، أصبحت هذه الأحلام، ليس فقط واقعية، بل تُطبّق بشكل عملي وفعال.
أحد المؤسسين الرواد لهذه الأسلحة السايكوترونية الوطنية هو الأكاديمي “ف. بختريف” V. Bekhterev. في العام 1925م، كان فريق “بختريف” يجري اختبارات في مجال الإيحاء الجماعي للعواطف collective suggestion of emotions عبر مسافة بعيدة. تم تحقيق الإيحاء الجماعي الشامل بنجاح، وذلك بواسطة جهاز استقبال الراديو العادي (المذياع). والمساهمة النوعية في خلق وتطوير هذه الأسلحة الشريرة (شيطانية فعلاً) جاءت من ابنة “ف.دزيرزهينسكوفو” F. Dzerzhinskovo، “م. تالتزِ” M. Tal’tze والمحاضر “د.لونتز” D. Luntz. كانوا مشاركين في تطوير مجموعة تكنولوجيات سايكوترونية تعتمد على مستحضرات تخديرية وأجهزة تقنية خاصة. أما دور فئران التجارب الضرورية لتطبيق تأثيرات هذه التكنولوجيا، فقد لعبه السجناء الذين جلبوهم من “لوبجانكا” Lub’janka ومرضى نفسيين من مراكز أمراض عقلية مختلفة. مع اختراع جهاز التلفزيون، ظهرت إمكانية المعالجة السايكوترونية الشاملة لمجموعة بشرية كاملة بواسطة أجهزة التلفزيون. بعد سقوط ألمانيا النازية، وقعت الأبحاث العلمية المتعلقة بمجال الأسلحة التكنو- نفسية psycho-technological weapons في أيدي القوات السوفييتية والتشيكية، حيث ساهموا بعدها في تطويرها ومن ثم خلق ما أصبحت معروفة بالأسلحة التكنو- نفسية الوطنية psycho-technological weapons.
في غضون خمسين عام، برز إلى السطح أسلحة سايكوترونية وطنية حديثة، وذلك من مختبرات الفرع السرّي الخاص NII، ومن ثم بدأت تظهر بالتدريج في ترسانة المخابرات والقوات المسلّحة بقطاعاتها المختلفة. وبنفس الوقت، ظهر هذا الموضوع في “قائمة المعارف الممنوعة من النشر”، حيث ورد بأنه وجب منع النشر الصريح لمواد علمية تتعلق بأجهزة تقنية تهدف إلى التأثير على الآليات السلوكية للشخص وعن إمكانية التحكّم بسلوك الشخص. بعد 70 سنة من انطلاق هذا المجال، راحت الأسلحة السايكوترونية تخرج من المعامل السرّية لاستخدامها ضدّ الجماهير وعلى نطاق واسع. في نهاية العقد الثامن من انطلاق هذا المجال، نشأت أوّل حركة حقوقية في البلاد للحماية ضدّ هذه الأسلحة، مما أطلق صراع غير متوازن بين الضحايا المرهفين وأكبر مجرمي القرن المتوحّشين
يتبع بإذن الله ...
🎐شــاهد ايـضـا🎐
0 التعليقات:
إرسال تعليق