ملف اسلحة المستقبل(الجزء الحادي عشر)





ملف اسلحة المستقبل
اسلحة تستخدم منذ سنوات ونحن مغيبون

(الجزء الحادي عشر)

أسلحة المادة المضادة والبلازما السرية

بسم الله الرحمن الرحيم

تسير البشرية في خطين متوازيين سيحددان مصيرها الأول : هو الجشع والتسابق لامتلاك اسلحة التدمير الشامل بكل أنواعها وأشكالها بغية تحقيق الهيمنة المطلقة على الكوكب مهما كانت النتائج والتداعيات والتكلفة المادية والبشرية، والثاني: استمرار العلم بالتقدم والتطور والمضي قدماً نحو مستقبل باهر ومذهل في كافة المجالات، المدنية والعسكرية في آن واحد، حيث سيفتح التقدم العلمي والتكنولوجي آفاقاً لا يتخيلها أحد اليوم ومن بينها أفق فهم أسرار الكون ومكوناته، الظاهرة والخفية، وعلى الأخص المادة والطاقة في الكون المرئي الذي نعتقد واهمين أننا نعرفه بذريعة أننا نعيش فيه.


مشروع مصادم الجزيئات العملاقة صورة حقيقية
من المتفق عليه اليوم أن معلوماتنا ومعارفنا في هذين المجالين تتراكم وتتسارع بوتيرة عالية بفضل تطور مصادمات ومسرعات الجزئيات العملاقة في العالم وعلى رأسها مسرع ومصادم الجزيئات LHC التابع لمركز الدراسات والأبحاث الأوروبي سيرن CERN والموجود على الحدود الفرنسية السويسرية. ولقد بات بمستطاعنا اليوم أن نفهم بدقة أغلب العناصر، حتى الأكثر تعقيداً، التي يزخر بها كوننا المرئي، وبالرغم من ذلك لا تزال توجد تساؤلات وأسئلة كثيرة نعجز عن الإجابة عليها إن لم نقل يستحيل علينا معرفة إجاباتها في الوقت الحاضر. ومنذ سنة 1928، وهو تاريخ تقديم العالم البريطاني لفرضيته بوجود المادة المضادة antimatière
وهذه الأخيرة تثير فضول وحيرة العلماء حيث تساءل البعض منهم هل حقاً توجد هذه المادة المضادة، وأين هي الآن؟ لذلك كان العثور على المادة المضادة أو إنتاجها مختبرياً هو أحد التحديات الكبرى أمام العلم خلال ما يناهز القرن من الزمان. استناداَ إلى نظرية الانفجار العظيم Big Bang من المفترض أن يحتوي الكون المرئي على مادة مضادة تعادل كمية ما يوجد فيه من مادة والحال أننا نستطيع حساب كمية المادة في الكون المرئي، وهي ضئيلة جداً، ولا نستطيع أن نرصد وجود المادة المضادة أو نحسبها ولكن في عام 1956 قدم عالم الفيزياء الأمريكي موريس غولدهابير maurice Goldhaber فرضية تقول أن المادة المضادة قذفت إلى كون موازي غير مرئي univers parallèle invisible لذلك فهي نادرة في كوننا المرئي بينما تقول فرضية أخرى أن المادة المضادة كانت أقل بقليل وبنسبة لاتذكر من كمية المادة لذلك لم تفنى المادة كلياً في حين دمرت المادة المضادة كلياً منذ البدايات ا-لأولى للكون المرئي. ولم يتم تأكيد أو نفي أي من الفرضيتين علمياً . الأمر الثابت علمياً هو أن هناك في وقت ما وفي مكان ما مادة

مضادة وأنها يمكن أن تكون اقوى مصدر للطاقة يتجاوز بكثير المصدر المادي للطاقة. وفي سنة 2010 انتشر خبر حول العالم مفاده أن العلماء في مسرع أو مصادم الجزئيات التابع لوكالة سيرن الفضائية الأوروبية في جنيف نجحوا في اقتناص بضعة عشرات من ذرات عنصر الهيدروجين المضاد atomes d’antihydrogène ولم تتمكن هذه الذرات من العيش سوى عشر الثانية لكنها مدة كافية للعلماء في الوقت الحاضر لدراسة هذه المادة المضادة من الهيدروجين المضاد التي يبدو أنها اختفت تماماً في لحظة الانفجار العظيم أو الكبير، ويعود الفضل لاكتشاف المادة المضادة للعالم بول ديريك Paul Dirac . ولكن إذا كان الانفجار الكبير نتيجة لالتقاء عنيف بين المادة والمادة المضادة حيث من المفترض أن تفني إحداهما الأخرى ، فكيف أمكن لعلماء اليوم أن ينتجوا في المختبر مادة مضادة، وهل ستعرض نتيجة هذه التجربة العلمية في سيرن النظريات الفيزيائية للكون المرئي للطعن والمراجعة ، وهل سيترتب على نجاح هذه التجربة ، وبعد تطويرها وتعميمها على نطاق واسع ، ظهور تطبيقات عملية هامة من قبيل خزن الطاقة ، وربما الاستخدام العسكري لهذا المخزون الاستراتيجي من طاقة المادة المضادة؟. كل شيء في الكون المرئي مكون من ذرات، بعبارة أخرى إن الذرة هي عبارة عن نظام مكون من جزيئات ذات شحنة سالبة charge négative هي الالكترونات التي تدور حول نوى مركزية ذات شحنة موجبة charge positive ، بيد أن الأمور لم تكن على هذه الشكل دائماً لأن الفيزياء المعاصرة واجهت مشكلة وجود الجزيئات المضادة المكونة للمادة المضادة كما نصت عليها قوانين الرياضيات والفيزياء الحديثة وهي مشابهة تماماً للجزيئات المادية لكنها معاكسة لها بالشحنة.

مما يعني أن المادة المضادة هي صورة المادة في مرآة مماثلة لها ولكن كانعكاس في الاتجاه و الشحنة. أي هي مكونة من الالكترونات مضادة تشبه الالكترونات المادية لكنها تختلف عنها بشحنتها الكهربائية الموجبة وتسمى البوزترونات positrons وكذلك نوى مضادة تتميز بشحنتها الكهربائية السالبة، حيث صار بوسع العلماء اليوم إنتاج هذه الجزيئات المضادة في المختبرات والمسرعات التي تعمل بالطاقة العالية جداً hautes énergies لكننا لم نرصد جزيئات مضادة أو عوالم مضادة أو معاكسة لعالمنا المادي في كوننا المرئي مصنوعة من المادة المضادة، أي كواكب ونجوم ومجرات وشموس مكونة من المادة المضادة تشبه تماماً كوننا المرئي ولكن بالضد منه بالشحنة والاتجاهات. وهذا لا يعني أن هذا الكون المضاد غير موجود بل هو غير مكتشف من قبل البشر لحد الآن.
- تمكن العلماء من خلق جزيئات محايدة في المسرعات العملاقة تتميز بخاصية التأرجح أي التحول عشوائياً أو عفوياً من حالة الجزيء المادي إلى الجزيء المضاد . ففي كل مرة يتم فيها تحويل الطاقة إلى مادة تظهر كميات متساوية من الجزيئات والجزيئات المضادة وبالعكس عندما تلتقي المادة بالمادة المضادة يدمران بعضهما البعض وينتجان من جراء تصادمهما الضوء la lumière وتتولد مادة مضادة كلما ضربت الإشعاعات الكونية les rayons cosmiques الغلاف الجوي للأرض وتمت مشاهدة عملية النفي المتبادل بين المادة والمادة المضادة خلال التجارب التي أجريت في المصادمات أو المسرعات العملاقة للجزيئات . وكما نعرف فإن النموذج المعياري modèle standard لفيزياء الجزيئات هو نظرية تصف التفاعلات النووية الشديدة أو القوية والضعيفة والكهرومغناطيسية وجميع الجزيئات الأولية التي تكون المادة وقد صيغت هذه النظرية منذ بداية سنوات السبعينات للقرن العشرين وهي توائم وتتماشى مع مباديء ميكانيك الكم أو الكوانتا mécanique quantique ومع نسبية آينشتين la relativité d’Einstein . وبالرغم من دقة هذه النظرية إلا أن اختفاء المادة المضادة في الكون المرئي يبقى لغزاً غامضاً حيث أن النظرية المعيارية لفيزياء الجزيئات تصف تماثلاً symétrie في السلوك يكاد يكون تاماً بين المادة والمادة المضادة وفق معادلات هذه النظرية الرياضية

يتبع بإذن الله ...
🎐شــاهد ايـضـا🎐
الجزء الاول                     الجزء الثاني

الجزء الثالث                    الجزء الرابع


الجزء الخامس                  الجزء السادس 

الجزء السابع                    الجزء الثامن

الجزء التاسع                   الجزء العاشر  





0 التعليقات:

إرسال تعليق