سلسلة تاريخنا المزور
(الجزء السابع)
بسم الله الرحمن الرحيم
دليل آخر على طبيعتهم المتحضّرة
1- كان التّعاون الاجتماعي متقدّماً جدّاً. نرى ذلك في
أ- تجمعاتهم السّكنية.
ب- التّخصيص في كلّ من العمل ومكان العمل.
ج- المشاركة في بناء وتصميم الخطط أو المشاريع على مساحات واسعة.
2- وشيء آخر، كانوا معتادين على السّفر البحريّ. في مونتغودييه- فرنسا، ونيرجا- إسبانيا، تشمل اكتشافات إنسان الكهف:
أ- نقش لحوت العنبر وهو ينفث الماء وزوج من الفقمة، على ما يبدو أنّ إحداها ذكر والآخر أنثى.
ب- رسومات محفورة لثلاثة دلافين (أنثى وذكرين) تقابل بعضها وجهاً لوجه. كان على راسميها الذين يقطنون
في كهوف تبعد مئات الأميال عن شاطئ البحر، أن يسافروا لمسافات طويلة في البحر ليشاهدوا ويسجّلوا قصّتهم.
3- دليل آخر على السّفر داخل المحيط، هو معدّات وجدت إلى جانب بقايا الهياكل العظميّة لنفس إنسان العصر الحجريّ على جانبي الأطلسيّ.
4- ثمّ هناك التّطابق الملفت للنّظر في رموز الكتابة بين الهنود الأمريكيين (البدائيين) وبين ثقافات الكهوف في أوروبا.
5- لا بدّ أن تكون شعوب العصر الحجري، والحضارات القديمة قد ورثت نظام التّقويم القمريّ من حضارة أقدم منهما. آلاف الملاحظات المدونة- مثل العلامات العمودية، الخطوط والنّقاط، الرّسم والنّقش على الحجر أو العظم- متناثرة من إسبانيا إلى أوكرانيا. تعرف هذه الرّموز اليوم بأنّها تسجيل لمراقبة القمر لأغراض التّقويم- إنها عبارة عن دراسات معقّدة للحالات القمريّة المختلفة.
قد يتساءل أحدكم: أليس من المسلّم به إجمالاً أنّ إنسان ما قبل التاريخ كان لديه الحجر فقط ليعمل به؟ إذا كان قد جاء من جذور متحضّرة، فلماذا يعمل فقط بالحجر؟
الجواب: وجب أن تعلم يا سيدي أن هذا السؤال هو ساذج جداً... "لم يكن العصر الحجريّ القديم والعصر الحجريّ الحديث موجوداً إلاّ في مخيّلة المؤرخين الأكاديميين"، وبرّر ذلك بقوله: إنّه من غير المجدي أن نكوّن صورة شاملة عن تلك الفترة الزّمنية بالاعتماد على نسبة قليلة من السكان. فنحن لا يمكننا القول بأنّ القرن التّاسع عشر هو جزء من العصر الحجريّ، لأنّ بعض النّاس في نيو غينيا، وبورنيو ما زالوا يستخدمون أدوات صوّانيّة. ولا نستطيع أيضاً تسمية هذا العصر بعصر العلكة أو عصر الكافيار لأنّ قلّة من النّاس يتناولون الكافيار أو يتشدقون بالعلكة.
نعود إلى السؤال
هل كان هناك عصر حجريّ؟..
الجواب: هو لاهل كان هناك مجتمعات حجرية؟...
الجواب هو نعم، إذا أردنا تصنيف البشر حسب معايير العلم المنهجي بخصوص الإنسان الحجري
آثار حضارات غامضة ابتلعتها الغابات
سكان المدن أصبحوا متوحّشين. وقف الرحّالة وأنفاسهم مقطوعة. لقد وقفوا أمامها وجهاً لوجه تحت شمس الظهيرة. هناك في قاع الوهد، كان مكاناً ساحراً. الكثير من الأبراج والأبنية، تطلّ أجزائها من بين نباتات الغابة الكثيفة. جميعها كانت من الحجر الأبيض الناصع. لقد أسرتهم روعة المكان. بعد صمت طويل، تكلّم أحدهم."... لا بد من أنه سحر.. هل هذه رواية خرافية؟.. هل أنا أحلم؟..". كانوا ينظرون إلى أشياء لم يسمعوا أو حتى يحلموا بها من قبل.بين عامي 1926 و1927، سافرت بعثة استكشافية بقيادة دكتور من "هامبورغ"، بواسطة قوارب هندية، نحو أعالي إحدى روافد نهر "ريو نيغرو"، متوجهون إلى المناطق الحدودية، المجهولة تماماً، بين شمال غرب البرازيل وجنوبي فنزويلا. وقد دخلوا إلى عدة مناطق تعود لقبائل مختلفة من الهنود المتوحشون. خلال رحلة عودتهم، نزولاً عبر الرافد، تاركين ذلك "الجحيم الأخضر" ورائهم، وكذلك قرع الطبول المستمرّة والتي تصدح في أعماق الغابة، كان اللقاء وجهاً لوجه مع ذلك الموقع الرائع.
كان ذلك بعد أسابيع من بدئ رحلتهم، عندما وصلوا إلى وادي، ومنه ساروا في طريق قديم داخل نفق محفور في منحدرات الوادي. وعلى الجهة الأخرى من النفق، أكمل الطريق المرصوف مسيرته فوق وادي مذهل، بعد فترة من السير نظروا إلى الأسفل نحو وهد كبير، وما شاهدوه خطف أنفاسهم. مدينة مهجورة مليئة بالقصور و الأبراج، آثار رائعة، معابد، عواميد منحوتة، أهرامات، وقد ابتلعت الغابة معظم المكان. كان هناك حدائق فاتنة ووسطها بحرات نوافوراتها مكسّرة، لا بد من أنه تدفق منها يوماً المياه الباردة.
بعد المسير قليلاً في الطريق المطلّ على هذه المدينة، نصبوا كميناً وقبضوا على رجل صغير الحجم، قزم، طوله 4 أقدام. كان عارياً تقريباً، ما عدا حزام حول خاصرته وبكلته مصنوعة من الذهب الخالص. وبعد قليل التقوا مع عدد إضافي من هؤلاء الرجال الأقزام. جميعهم بشرتهم بيضاء! كانت نسائهم عاريات مثلهم، شعرهنّ طويل وملامحهن جميلة. ارتدين أساور ذهبية وعقود ذهبية أيضاً.اكتشفت البعثة معبد عملاق هرمي الشكل، كان داخله يلمع بالذهب. العواميد، السقف والجدران كانت جميعها مغمورة بالذهب. حُفرت كتابات غريبة على اللوحات الذهبية. العديد من الأدوات والأوعية وحتى الجنازير كانت من الذهب الخالص، محفورة ومنحوتة بدقة وإتقان كما لو صنعها أعظم الصائغون.
يتبع بإذن الله...
0 التعليقات:
إرسال تعليق